الكلام العيب
طول عمري في كلمات كبرت على أنها كلام عيب؛ كلام مينفعش يتقال حتى لو سمعتيه و حتى لو عرفتي معناه. أصلوا عيب!! و أنا صغيره كان أقصى حاجه أسمع الكلام دا في خناقه في الشارع؛ بس عمري ما سمعته ولا قرأته عادي كدا!! يعدي سنين و تمُر؛ و أكتشف أن الكلام دا بطل يكون عيب لأغلب الناس. بس لسا عيب بالنسبه ليا!! من تربى على شئ شاب عليه. أمشي في الجامعه و عادي ألاقي الكلام دا بيتقال و بيتقال بهزار كمان؛ قعد على الفيسبوك ولا أي سوشيال ميديا و أقرأوا موجود في أغلبيه البوستات و التعليقات. مش بس كدا دا أنا كمان أكتشفت أن في بنات بيقولوا الكلام دا!! الموضوع مخلصش على كدا؛ دا يمكن البدايه كمان لما شوفت باسم يوسف في البرنامج و كان بيكون في "صفيرة" الكلام العيب و بعدها لقيت مسلسلات و برامج و أفلام كثيره جداً جواها الكلام العيب دا بس ب"صفيرة". قمة الصياعه في الوقت دا؛ كانت أني أحاول أستشف ال"صفيره" دي معناها أيه؟؟ من حركه الشفايف!. دخلت كام فيلم في الفتره الأخيره و مش كلها أفلام السبكي ولا كلها أفلام مقاولات!! و أكتشفت أن ال"صفيرة" أختفت تماماً؛ و يقال أن الرقابه بدأت تبيح الألفاظ دي عادي لأنها دارجه بين عامه الشعب من جميع الفئات. و برغم أن الرقابه شايفه أن دا عادي جداً؛ أنا أهلي لسا مش شايفينه عادي. مش بس أهلي أنا كمان شايفاه مش عادي أبداً؛ أنا لسا شايفه الكلام دا كلام عيب و لازم يكون مشفر ب"صفيرة" أو "تييت" أو يتغلوش بأي طريقه أي ما كانت. و الغلوشه مش عشان منسمعش و متتفتحش عيننا؛ أحنا فعلاً بنسمع و نشوف الكلام دا بشكل يومي. بس على الأقل أنا في العشرينات و أتربيت أنه كلام عيب من غير الرقابه ما تبيح أو لاء؛ في غيري لسا أطفال يمكن مكملوش العشر سنين و بيشوفوا الأفلام دي في السينيمات عادي جداً أو المسلسلات دي في التلفيزيون. أصل الرقابه لما شالت ال"تييت" و ال"صفيره" محططش "للكبار فقط"؛ ف ممكن في السينما تلاقي أطفال صغيرين جداً بيتشبعوا بالكلام دا!! و متقدرش تقولوا متقولش ولا عيب ولا أن دا تمثيل!! أصل أطفال دلوقتي شايفين و سامعين الكلام دا في كل مكان حواليهم؛ الرقابه متفتحتش على البحري في السينما و بس دي مفتوحه على البحري و من زمان جداً في المجتمع ككل. الرقابه مش رقابه سينما؛ الرقابه هي تقاليد بلد راحت في الوبا. فالحين في كل وقت نعترض و نقول أن زمان أحلى و أن دلوقتي كل حاجه ملهاش طعم؛ فالحين نعترض على الشباب اللي بيعاكس بنت ولا يتحرش بيها و فالحين نعترض على أخلاق أتسرقت مننا واحده واحده. فالحين نقول ما هو زمان كان بيلبسوا و كانوا بيروحوا و كانوا بيجيوا؛ مكنش في حد بيضايقهم و كان أصيع شاب يقول "سعيده يا هانم" أو "يا أرض أتهدي ما عليكي أدي" و مفيش أي داعي أقول دلوقتي بيتقال أيه!!. تفتكروا الأخلاق اللي أتغيرت دي أتغيرت لوحدها؟؟ تفتكروا الحياه اللي مش زي زمان و أن زمان أحلى دي أتغيرت لوحدها؟؟ لاء مش لوحدها؛ الأخلاق و الحياه و كل حاجه أتغيرت لما غيرنا جلدنا. لما بطلنا نكون مصريين؛ بدأنا نقول أي كلام و نأكل أي أكل و نلبس أي لبس. لما قررنا نكون غيرنا ف لا حصلنا نفسنا و لا حصلنا غيرنا!! مبقولش أن أي تغيير غلط ولا وحش؛ و أنا مش ضد التقدم!! أنا بنت و لولا التقدم و التغيير كان زماني مدفونه من أول ما أتولدت أو قعده في البيت بخدم أبويا و أخويا و جوزي من غير تعليم ولا شغل ولا أي حقوق!! بس أنا ضد تغيير الجلد؛ أنا ضد أني أشوف برا مصر بيعملوا أيه و أقلد تقليد أعمى ملوش لا طعم ولا ريحه ولا لون!! برا بيشتموا شتايبم أبيحه و بيقولوا كلام عيب؛ يلا بينا نعمل زيهم. برا بيلبسوا بكيني و قصير و مفتح؛ يلا ننزل موضه معرفش أطلع بيها من باب الحمام. برا بيمنعوا المحجبات؛ يلا أحنا كمان نمنعهم. دا حتى لما برا قالوا love wins؛ في مجموعه من الناس نسيت الإسلام و الأديان السمويه بتقول أيه و قالوا أمين و ماشي و صح!! هختم بكلمه قولتها فوق؛ من تربى على شئ شاب عليه. طب لو أفترضنا أني و غيري كثير لحقوا ينشأوا على فطره سليمه و تربيه كويسه و عارفين الحلال من الحرام؛ الجيل اللي ملحقش و لاقي كل الحاجات دي بتترمى قدام منه زي موج البحر يعمل أيه؟؟ يعني الأجيال القادمه مهمما قولت و عدت أن دا حرام و دا غلط؛ بس هما شايفينه عادي و بيحصل. هيكون رد فعلهم أيه غير أن الست دي قديمه و تفكيرها عقيم؟! أنا هفضل شايفه زي ما أتربيت؛ و لما أخلف دوري أربيهم باللي أنا شايفاه صح و مقتنعه بيه. على أقل لما أتسأل "ليه؟" يكون عندي إجابه!! بس تفتكروا لما أخلف أطفال هقدر أقفل عليهم قوقعه و أفرجهم بس على اللي أنا أتربيت عليه و أنا صغيره؛ هقدر أمنعهم عن المهرجانات و عن الأفلام اللي فيها فكره أكبر من سنهم أو مشهد مش هيفهموه أو لفظ هيدخل قاموسهم بدري أوي؛ هقدر أعمل دا؟؟ أنا لما كنت طفله كان في"يوميات ونيس" اللي هي مدرسه قيم و مبادئ؛ و كان في "بكار" و كان في "بوجي و طمطم" و كان في حاجات تانيه كثيره كان ممكن تتشاف في سن الطفوله و تعلم حاجه بجد. بس بصراحه مفيش حاجه زي حاجات الفتره دي!! مش فكره للكبار ولا للصغار؛ بس مفيش قيم ولا مبادئ. فيه تكسير لكل القيم و المبادئ؛ مع أن في فرق كبييييير جداً بين التغيير الإيجابي و كسر القيم و التقاليد اللي بتفرق شعبنا و بلدنا عن أي شعب و بلد تانيين.